مهدي بلغيث، رئيس منظمة مساءلة يبرز أزمة إغلاق الطرق في مأرب خلال كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف
جنيف - 1 يوليو 2024م
خلال الدورة 56 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، ألقى مهدي بلغيث، رئيس منظمة مساءلة لحقوق الإنسان، كلمة مؤثرة تناول فيها الأزمة الإنسانية المتفاقمة في محافظة مأرب اليمنية جراء إغلاق الطرق بسبب الصراع المستمر منذ تسع سنوات.
بلغيث بدأ كلمته قائلاً: "أقف أمامكم اليوم من محافظة مأرب، التي تعاني من تبعات الصراع المستمر في اليمن منذ تسع سنوات. أتحدث عن قضية إنسانية ملحة تؤثر بشكل عميق على حياة الآلاف من المدنيين، وهي (إغلاق الطرقات) وما يتسبب به من آثار سلبية على المدنيين الأبرياء". وأكد أن الوضع يتطلب اهتمامًا عاجلاً وتحركًا فوريًا وفقًا لمبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
وأشار بلغيث إلى أن مأرب، المعروفة بثرواتها النفطية والغازية، كانت تعيش في سلام واستقرار قبل اندلاع الصراع في أواخر عام 2014. ولكن نتيجة للصراع، تم إغلاق ثلاث من الطرق الرئيسية الأربع التي تربط المحافظة ببقية المحافظات، واستبدالها بطريق صحراوي غير آمن بطول 150 كم. هذا الطريق البديل غير صالح لعبور الشاحنات أو الحافلات، ويشكل خطورة كبيرة بسبب العصابات المسلحة والألغام الأرضية المنتشرة فيه.
وأوضح أن إغلاق الطرق الرئيسية تسبب في حصار شبه كامل لمأرب منذ سبتمبر 2021، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. حيث أصبحت المساعدات الإنسانية والطبية تصل بشق الأنفس أو لا تصل مطلقًا، مما جعل الحصول على الرعاية الصحية حلماً بعيد المنال للآلاف من المدنيين. وأضاف أن عدد النازحين في مأرب بلغ أكثر من مليوني نازح، يعانون من ظروف قاسية بسبب هذا الحصار.
بلغيث نوه إلى أن إغلاق الطرق أسهم في تفاقم الوضع الاقتصادي والاجتماعي، حيث أدت القيود المفروضة على التنقل إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتكاليف النقل بشكل كبير، مما زاد من معاناة السكان. كما أثر الحصار على التعليم، حيث حُرم أكثر من 22,000 طالب وطالبة من الالتحاق بالمدارس بسبب النزوح والأوضاع الصعبة.
وفي ختام كلمته، دعا بلغيث المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الأزمة الإنسانية في اليمن والعمل على إنهاء معاناة المدنيين في مأرب بشكل عاجل وفعّال. كما طالب أطراف النزاع بالعمل على تحييد الطرق والخدمات العامة من الصراع، وتسهيل وصول المواطنين إلى خدمات الصحة والتعليم، والالتزام بتسليم خرائط الألغام ونزعها.
وأكد بلغيث أن معاناة أهل مأرب تنتهك بشكل صارخ مبادئ القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، داعياً إلى العمل معاً لإنهاء هذه الأزمة وفتح طرق الأمل والحياة أمام المواطنين المحاصرين.