بيان مشترك لمنظمات محلية ودولية بمناسبة اليوم العالمي للطفل
في العشرين من نوفمبر، يُحتفل باليوم العالمي للطفل، وهو يوم مهم لتذكير العالم بضرورة الترويج والإحتفال بحقوق الأطفال والدفاع عنهم، وخاصة الأطفال اليمنيين الذين يعانون من آثار الحرب. لذلك ندعو أطراف الصراع في اليمن والمجتمع الدولي إلى العمل على تحقيق العدالة للأطفال اليمنيين وتمكينهم من العيش حياة كريمة، وذلك وفقًا لأحكام اتفاقية حقوق الطفل التي انضمت إليها اليمن.
لقد عانى أطفال اليمن تسع سنوات من الألم والمعاناة بسبب الحرب, ولا يمكن لأي طرف في الصراع أن ينكر مسؤوليته عن هذه المعاناة ,فالتحالف بقيادة السعودية والإمارات، وجماعة أنصار الله ( المعروفة أيضاً باسم الحوثيين)، والحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، والمجلس الانتقالي الجنوبي، والقوات المشتركة المدعومة من الإمارات، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب جميعهم ارتكبوا انتهاكات بحق الأطفال اليمنيين.
في العام 2023، استمر الجناة في اليمن في ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان ضد الأطفال، خاصة الفئات الأكثر ضعفًا وتهميشًا، بما في ذلك الهجمات الأرضية العشوائية، والهجمات بطائرات بدون طيار، والقنص، واستخدام الألغام الأرضية، والعنف الجنسي، وتجنيد واستخدام الأطفال كجنود، وحرمانهم من المساعدات الإنسانية – إن هذه الانتهاكات تعتبر من بين تلك التي صنفتها الأمم المتحدة بأنها "الانتهاكات الستة الجسيمة ضد الأطفال", كما تسبب الصراع في احتياج 11 مليون طفلإلى مساعدات إنسانية.
أكدت الأبحاث التي أجراها أعضاء منظمتي رصد لحقوق الإنسان والتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان 250 حالة من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ضد الأطفال تم توثيقها خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2023.، وشملت الانتهاكات تجنيد الأطفال (85 حالة) والقتل والتشويه (75 حالة) والهجمات على المدارس والمستشفيات (45 حالة) والخطف (24 حالة) والعنف الجنسي (14حالة) ومنع وصول المساعدات الإنسانية (7حالات). وشمل الضحايا نازحين داخليًا ومهمشين (مجموعة عرقية مهمشة في اليمن). وكانت الغالبية العظمى من الضحايا (79٪) من الفتيان. ارتكب الحوثيون معظم هذه الانتهاكات بنسبة (84٪)، بينما ارتكبت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا, والمجلس الانتقالي الجنوبي14٪ ، وارتكب منها 2٪ مسؤولون مجهولون .
كما وثق تقرير الأمين العام للأمم المتحدة لعام 2022 بشأن الأطفال والصراعات المسلحة 1,596 انتهاكًا جسيمًا ضد الأطفال في اليمن، بما في ذلك تجنيد الأطفال وقتلهم وتشويههم، والعنف الجنسي، والخطف، والهجمات على المدارس والمستشفيات، ومنع وصول المساعدات الإنسانية.
إن مستقبل أطفال اليمن مسروق نتيجة الهجمات على البنية التحتية والتعليم حيث يواجه أطفال اليمن تهديدًا خطيرًا على مستقبلهم بسبب الهجمات المستمرة على البنية التحتية التعليمية، حيث لا يتمكن أكثر من مليوني طفل يمني من الذهاب إلى المدارس، وتم تدمير أو إعادة استخدام حوالي 3000 مدرسة لأغراض عسكرية. إذ أفاد الصليب الأحمر بأن خمس المدارس مغلقة. بالإضافة إلى ذلك، استخدم أنصار الله الحوثيون المدارس والمساجد والمعسكرات الصيفية لتجنيد الأطفال للانضمام إلى صفوفهم.
وعلى الرغم من توقيع الأمم المتحدة على خطط عمل مع أنصار الله والحكومة اليمنية لإنهاء تجنيد الأطفال واستخدامهم في قواتهم المسلحة، إلا أن أنصار الله والقوات المتحالفة مع الحكومة اليمنية تواصلان تجنيد الأطفال، وفقًا لبحث أجرته منظمات المجتمع المدني اليمنية.
لقد استمرت انتهاكات حقوق الأطفال في اليمن في ظل عدم وجود آلية محاسبة دولية يمكنها ردع أطراف الصراع عن الانتهاكات. ولهذا تتطلع منظمات المجتمع المدني اليمنية بفارغ الصبر إلى اتفاق سلام، وتأمل أن تشارك جميع الأطراف، بما في ذلك الحكومة اليمنية، وتفي بمسؤولياتها التاريخية لحماية الأطفال وما تبقى من وطنهم. ومع ذلك، حتى تكون المفاوضات الجارية فعالة في إحلال سلام دائم في اليمن، يجب أن تكون هذه المحادثات شاملة للمجتمع المدني، ويجب أن تتضمن أيضاً العدالة الانتقالية والمحاسبة كأحد الركائز الأساسية.
تقدم المنظمات الموقعة أدناه التوصيات التالية:
المنظمات الموقعة