اليمن: ينبغي للحوثيين فتح طرق تعز على وجه السرعة
قالت 15 منظمة لحقوق الإنسان اليوم إنه ينبغي لقوات الحوثيين، المعروفة أيضا بـ "أنصار الله"، فتح الطرق الحيوية في تعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن، وحولها على الفور، وأن تعيد حرية التنقل لجميع المدنيين، لمنع المزيد من التدهور في الأزمة الإنسانية الخطيرة أصلا في تعز.
أغلقت قوات الحوثيين الطرق الرئيسية من تعز وإليها منذ 2015، ما يقيّد بشدة حرية تنقّل المدنيين، ويعيق تدفق السلع الأساسية والأدوية، ووصول المساعدات الإنسانية إلى سكان المدينة.
قال مايكل بَيْج، نائب مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "القيود التي فرضها الحوثيون أجبرت المدنيين على استخدام طرق جبلية خطيرة وسيئة، وهي تشكل الرابط الوحيد بين السكان المحاصرين في مدينة تعز وبقية العالم. فتح الطرق الرئيسية سيساعد بشكل كبير في تخفيف معاناة السكان الذين ظلوا في عزلة شبه تامة سبع سنوات".
تقع تعز بين العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة سلطات الأمر الواقع الحوثية، ومدينة عدن الساحلية. تحاصر قوات الحوثيين تعز منذ 2015، وتعزل المدينة وتعرقل الوصول إلى جميع الطرق الرئيسية التي تربط تعز ببقية البلاد، بينما تسيطر القوات المدعومة من الحكومة على وسط المدينة. بالتالي، فإن الأزمة الإنسانية شديدة في تعز تحديدا".
قالت "اللجنة الدولية للصليب الأحمر": "تزداد شدة الاحتياجات إلى الغذاء والمياه على نحو خطير في تعز".
قالت المنظمات إنه ينبغي لقوات الحوثيين ضمان أن يتمكن جميع المدنيين من المغادرة بأمان من أي منطقة معرضة لخطر محتمل وأن تكون أي قيود على حرية التنقل مؤقتة فقط ولأسباب تقتضيها الضرورة العسكرية الملحة، نظرا إلى الهدنة المستمرة. ينبغي للحوثيين ضمان حرية التنقل الآمن لجميع العاملين في المجال الإنساني، وتسهيل إيصال الغذاء والإمدادات الطبية وغيرها من المواد والخدمات الأساسية إلى المدنيين في المدينة وجميع أنحاء المحافظة.
لم يكن هناك تقدم يُذكر في فتح الطرق، رغم جهود "الأمم المتحدة". أعلنت الأمم المتحدة عن هدنة لمدة شهرين، اعتبارا من 2 أبريل/نيسان 2022، تضمنت بندا لمبعوثها الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ بدعوة "الأطراف إلى اجتماع للاتفاق على فتح طرق في تعز وغيرها من المحافظات لتيسير حركة المدنيين من رجال ونساء وأطفال".
أغلق الحوثيون الطرق الرئيسية المؤدية إلى الشمال الشرقي باتجاه منطقة الحوبان، وكذلك الطرق المؤدية إلى الشمال والشمال الغربي والتي تربط مدينة تعز ببقية اليمن. كانت الرحلة من مدينة تعز إلى منطقة الحوبان تستغرق حوالي 10 أو 15 دقيقة قبل 2015، لكنها تستغرق الآن من ست إلى ثماني ساعات. لمغادرة مدينة تعز، يُضطر السكان إلى سلوك طريق الأقروض الجبلي غير المعبّد، وهو التفاف حول المدينة يزيد طوله عن 60 كيلومتر. طريق الأقروض متعرجة وضيقة، وفيها الكثير من المنعطفات الحادة والعديد من نقاط التفتيش الحكومية والحوثية.
يضمن "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية"، واليمن طرف فيه، الحق في حرية التنقل. كما أن المادة 13 من "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" تكفل "لكل فرد حق في حرية التنقل وفي اختيار محل إقامته داخل حدود الدولة". يُلزم القانون الإنساني الدولي أطراف النزاع بالسماح بمرور المساعدات الإنسانية المحايدة بسرعة ودون عوائق إلى المدنيين المحتاجين وتسهيل ذلك. على الأطراف السماح للمدنيين في المناطق المحاصرة بالمغادرة وضمان حرية التنقل لموظفي الإغاثة الإنسانية المصرح لهم.